قصة 70 يوم فى السجن بقلم حسن فؤاد الطيب
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
قصة 70 يوم فى السجن
انا حسن فؤاد حسن الطيب رئيس مجلس ادارة
جمعية الانقاذ البحرى وحماية البيئة والمشهرة برقم 212 لسنة 2006 وانى مؤسس
الجمعية مع مجموعة من المهتمين بالبيئة والحفاظ عليها وايضا الانقاذ البحرى بعد
غرق العبارة السلام 98 ومقتل اكثر من 1300 انسان فشاركت فى عمليات البحث والانقاذ
قبل تاسيس الجمعية وكنت امتلك انذاك مركز
غوص وسفينة رحلات بحرية وغوص وقد جاءت فكرة عمل جمعية لخدمة المجتمع المدنى
بالجهود الذاتية وقد كان وتم وشاركنا فى عدة عمليات انقاذ وتدريب الشباب وحضور
ندوات بيئة وخلافه بالداخل والخارج ودفع
اهداف الجمعية وفى ديسمبر 2010 هاجمت اسماك القرش منتجع شرم الشيخ ومهاجمة السياح
على الشاطىء ومقتل وجرح بعض السياح من جنسيات مختلفة واتذكر من روسيا واوكرنيا
والمانية واصبحت الجمعية مسرح للعمليات لما يحدث بشرم الشيخ رغم تواجد الجمعية
بمحافظة البحر الاحمر يعنى بنفس البحر الاحمر ولكن من ناحية افريقيا وجنوب سيناء
ناحية اسيا ونظرا لاسم الجمعية الانقاذ البحرى وحماية البيئة تلقينا بلاغات شبه
يومية من الحاضرين لاى حادث من اسماك القرش وغطينا مساحة كبيرة من الرد على وسائل
الاعلام وتضارب الجهات الرسمية انذاك مثل وزير البيئة ووزير السياحة ومحافظ البحر
الاحمر ونظرا لعدم وجود سابق خبرة او حادث مماثل باتت كل القرارات غير مدروسة نظرا
لخطورة الموقف وتاثر السياحة بمصر خاصة بمنتجع شرم الشيخ وطارة يغلق الشواطىء
وطارة يفتح وفى نفس اليوم الذى فتح الشاطىء قتلت سائحة المانية بسبب هجمة شرسة من
اسماك القرش فاغلق للمرة الثانية الشواطىء وعمل مجموعة للبحث عن القروش فى ضعف
امكانيات وخبرة من المسؤلين بجنوب سيناء انذاك وارسلت وزارة البحث العلمى سفينة
تدعى سلسبيل وكانت مهداه من حكومة اليابان منذ قرابة الثلاثون عام ولم تجدد ولم
تتطور وكان ربان السفينة كابتن ولاء وائل حافظ عضو جمعية الانقاذ البحرى وحماية
البيئة
وايضا الدكتور محمد ابو الرجال علوم بحار
وعضو الجمعية ومتخصص اسماك قرش وان الجمعية لها دور كبير فى تغطية الاحداث بوسائل
الاعلام ومرت عام وفى 17 نوفمبر 2011جاء لجمعية الانقاذ البحرى وحماية البيئة بلاغ
من شرم الشيخ من مدير باحدى الفنادق الخمس نجوم بان سيدة انجليزية الجنسية هجم على
قدمها سمكة قرش وكان انذاك جريدة اليوم السابع معنا لحظة بلحظة لتغطية الحوادث وتم
نشر الخبر الا ان محافظ جنوب سيناء استشاط غضبا وانكر الحادث بترضية السائحة
المصابة بعد ان تم نقلها الى القاهرة بطائرة للعلاج ولكن اتخذ ضدى كرئيس مجلس
ادارة جمعية الانقاذ البحرى وحماية البيئة لتقديمى للمحاكمة وتلقيت مكالمة من رئيس
نيابة الغردقة بالحضور وذهبت وتم سؤالى واجبت بمنتهى الشفافية والصدق والامانة
وحيث ان الجمعية يوجد لديها تسجيل البلاغات واى حادث مثل الاسعاف والنجدة حتى
نتمكن من سرعة المساعدة والعودة لسماع البلاغ لاكثر من مرة ليكون مرجع لنا وقت
اللزوم وبعد فترة بسيطة تلقيت بلاغ بانى متهم فى قضية نشر اخبار كاذبة ووجهت
التهمة لى بشخصى واليوم السابع بشخص الصحفية التى سارعت بنشر الخبر وارسلت محامى
الجمعية لجنوب سيناء للمحكمة للحصول على نسخة من ملف القضية فوجدت خطاب من محافظ
جنوب سيناء موجه الى السيد المستشار المحامى العام لجنوب سيناء يحثه على محاكمتى بما لا افعل ولكن ضغوط من مسؤلين كبار انذاك
سهلت عمليت محاكمة سريعة وحكم علينا بعام سجن فى محكمة جنايات الطور بجنوب سيناء
وسجلت على الكمبيوتر للداخلية سنة سجن جناية وليست جنحة والفرق بينهما لا اعرفه
ولما قبض على وعلمت الفرق بينهما نعود للجمعية واشتهرت وذاع صيتها بوسائل الاعلام وتم تاسيس
جمعية تعاونية للبناء والاسكان لنفس اعضاء
الانقاذ البحرى وحماية البيئة فى نوفمبر سنة 2011 وحصلنا على ارض للاعضاء من
المحافظة بثلاث مدن سفاجا والغردقة وراس غارب وانتشرت سمعة الجمعية بالخير بعد
الحصول على ارض كمرحلة اولى للجمعية فتهافت الاعضاء على الجمعية للاشتراك ومن هنا
تم الحصول على مال لجمعية الانقاذ يعادل 2مليون جنيها مصريا من توريد الاعضاء
للبنك كرسوم اشتراك وتم انشاء وحدة بحرية كاسعاف بحرى سريع على احدث مستوى واول
شىء فى محافظة البحر الاحمر وقامت الوحدة البحرية بترخيص من السيد الوزير محافظ
البحر الاحمر وعملت فعليا فى مجال الانقاذ البحرى ومرت السنوات ومن نجاح الى نجاح
رغم صعوبة المواقف الامنية والسياسية فى الحقبة الماضية وبفضل الله استقرت الامور
واصبحنا نشعر بالامن والامان من جديد وجاء مكالمة هاتفية من كابتن مصطفى الصياد
مدرب مدربين غوص دولى وابلغنى بان فى مسابقة فى مدينة دهب بجنوب سيناء وان الذى
يقوم بها غواص مصرى يدعى احمد جبر وان جينس لتسجيل الارقام القياسية ترغب فى ادارة
الحدث والشهادة بما يحدث ضمن فريق من الشهود فارسلت مرشحا ربان ولاء وائل حافظ
ربنا بهيئة قناة السويس وارسلت للفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بخطاب
ترشيح للربان ولاء حافظ ونرغب فى حصولة على اجازة حتى يتسنى له المشاركة فى الحدث
وقد تم حجز الفندق وتذاكر الطيران والسيارة التى تقلنا من المطار الى الفندق
بمدينة دهب وتم التجهيز من اول ساعة وفى اليوم التالى صباحا ابلغنى ربان ولاء بان احد
ضباط المباحث يدعى النقيب محمد من قسم دهب سال على واخذت رقمه وكلمته فقال لى ممكن
تشرف عندى فى القسم فى موضوع فذهبت على الفور فابلغنى رئيسه بان يوجد على جهاز
الشرطة مسجل قضيتين لك فقلت له وما المطلوب فقال تشرف معنا للذهاب للمحكمة فقلت له
تمام وكانت الساعة الثانية عشر بعد نصف الليل وكان يوم خميس فمكثت ليلة الخميس
والجمعة فى حجرة لا يوجد بها اى احد ووجدت منضضة بناء طوب ومحارة تنفع للجلوس
كمقعد كبير او سرير صغير ونظرا لانى من معتادى النوم بدرى دائما فنمت فى الحال بعد
ان اغلقوا الباب الحديد الضخم وتسمع صوت الاغلاق الحديدى ووضع القفل كانك ارتكبت
جريمة كبيرة ولكن رجال الشرطة ما هى الا تنفذ الاوامر ولا تعلم ما هى القضاية ولا
يعنيها غير تسليم المتهمين بقضايا اى ان كانت نوع القضايا وتفصل فيها القضاء
المصرى وجاء يوم السبت صباحا رغن ان لى صديق رتبة كبيرة بمكتب الوزير وواثق لو اتصلت
به للمساعدة كان اطلقوا صراحى للذهاب بنفسى الى المحكمة لاعادة الاجراءات واتقدم
للمحاكمة وتكون ايسر من مكبل اليدين كمتهم وسيارت الترحيلات الضخمة والموصدة
بالاغلال ومحكمة الاقفال ويضاف الى ذلك امين شرطة او جندى يربط يدينا معا داخل
السيارة المحكمة جدا ووصلت محكمة جنوب
سيناء بطور سيناء ولازم يكون مجهز صور شخصية فساعدنى الحارس بفك الحديد من يدى وفى
استديو للتصوير تصورت عدة صور مبتسما رغم الموقف الحزين وزهبنا المحكمة وفى البحث
عن القضية فوجدت انى استنفذت عدد اعادة الاجراءات وتحدد جلسة ولم احضر وبهذه
الافعال فى عرف المحاكم يجب ان تحبس وتعمل اعادة اجراءات من داخل المحبس لانها
جناية وليست جنحة فعرفت الفرق بينهما وتم حبسى فى سجن جبل الطور بقسم شرطة ملاصق
له السجن واستقبلنى رجل دمس الخلق كان امين شرطة سمح الوجه وفتح ابواب السجن وهى
عدة ابواب حديدية واثناء فتح اول باب حديد سمعت صوت غراب بصوت عالى جدا فقلت اولها
غراب فقال لى هذا خلق الله وطمنى بكلمته والضابط المسؤل قال لى سوف اضعك فى عنبر
مساجين محترمين وافضل حال من العنابر الاخرى ودخلت وجدت حوالى ثلاثون سجين بمختلف
الاعمار وكلهم على الارض لا يوجد سرير ولا اى غطاء فنمت فى مواجهة حمام مفتوح
وعليه ستارة ممزقة والروائح تخرج على القريب منه وكنت انا فى المواجهة ولكنى مرهق
جدا فنمت نوم دون شعور من الارهاق وشيئا فشيئا يخرج مسجون للترحيل فيفرغ مكان
وبدائت انتقل لبقعة ارض افضل فى السجن واصبحنا نحكى لبعضنا البعض اسباب سجنك ايه
فكانت مخدرات لبعض شباب العرب القاطنين بمناطق جنوب سيناء ونظرا لحوادث الطرق التى
كثرت كثفت الدولة كمائن تفتيش فى الطرق وتحليل بول حتى يظهر المتعاطى مكيفات وبدء
السجن يمتلىء باعداد كثيرة حتى كادت تتعدا الاربعين سجين فى مساحة صغيرة لدرجة
اختلاف المساجين على مساحة النوم بالجنب او على الظهر وللاسف كانت النومة مرهقة للغاية
ومرت سبعون يوم تخللها حكايات وقصص تملىء دفاتر وكتب وكان ضابط شرطة محترم مسؤل عن
السجن فاعطانى هاتف يخصه لكى اتصل باهلى فاتصلت بوالدتى رحمة الله عليها وابلغتها
انى مسافر امريكا وانا الان بالخارج فاطمئنت تماما وهذا ما كنت ارجوه وشكرت الضابط
المحترم لخدمتى بالاتصال بوالدتى ولكن لسوء الحظ كان احد العاملين عندى وتم طرده
قبل ما حدث لى فابلغ اخواى بما حدث وزاد
عليها حقدا وشماتة وتشفى وبعدان تم ابلاغ الاسرة بالاسكندرية وجدت
اخواى تتحرك من الاسكندرية حتى الاسماعلية لان هى قيادة المحاكم لجنوب سيناء
وشمالها وتواصلوا مع موظف المحكمة وتوسطوا لتقديم معاد المحاكمة فى وقت قريب
وبالفعل جاء المعاد ولكنى منذ عدة سنوات اتصلت بعد ان اخبرونى بسنة سجن جنايات
جنوب سيناء فاتصلت بمحكمة جنوب سيناء للتاكد فرد على رئيس محكمة جنايات جنوب سيناء
وكان رجل طيب القلب فقلت له ارغب فى التحدث لموظف صغير ياتى رئيس المحكمة مرة
واحدة فضحك فقال لى ماذا تريد قلت انتم حكمتم على بسنة سجن بسبب اسماك القرش قال
مين انت قلت له رئيس مجلس ادارة جمعية الانقاذ البحرى وحماية البيئة فقال سوف
احولك على الموظف المختص لعمل اعادة اجراءات فشكرته وانقطع الاتصال ومرت السنوات
وحدد الميعاد ووجدت نفس القاضى هو الذى على المنصة فاطمئن قلبى لما حصل على فكرة
مسبقا من مكالمتى وكان اخواتى حاضرين بالمحامى وقد ترافع المحامى امام عدالة
المحكمة بحرفية تامة وابلا بلائا حسنا وللتذكير كان المحامى يهاجم النيابة بعدم
اقرار خبير اصوات فكانت صائبة وايضا هاجم المحافظ بانه رجل كاذب اكثر من مرة وكنت
انذاك داخل القفص وتخيلت انى سوف اقضى عام كاملة بالسجن نظرا لتهجم المحامى على
النيابة وايضا على الوزير المحافظ لجنوب سيناء الا ان عدالة المحكمة اعطت حرية
الدفاع وبعد ان انتهت الجلسة العودة للمداولة فانطق اسمى السيد القاضى وقال مع
ايقاف التنفيذ فكانت فرحة باطلاق صراحى وانتهت بدرس سبعون يوم سجن فى سجون مصر ولا
انسى ان الوجبات التى كانت تغدق ادارة السجن بها على المساجين فكانت افطار وغداء
وعشاء وكلها وجبات محترمة وادمية ولاا نسى ايضا ان ضباط المباحث المحترمين جدا حين
كانوا يفرغوا السجن للتفتيش شبه اسبوعى فكانوا يجلسونى باحترام ويتحدثوا معى فى
غاية الادب وانتهت السبعون يوم وكنت احسب انه سوف يخلو سبيلى من السجن مباشرتا الا
انهم قالوا لا لا لا لابد من سيارة الترحيلات وكعب داير على سجون مصر من جنوب
سيناء حتى البحر الاحمر والان اتصل اخى بصديق عمرى بمكتب وزير الداخلية وفوجىء بما
حدث لى وقال لماذا لم تخبرنى بما حدث من البداية ما كان حدث كل هذا قلت له مش عاوز
ازعاج لك قال انت اخى الغالى على اقفل وسوف اتصل وفعلا اتصل وبعد قليل وجدت امين
شرطة مباحث الترحيلات يطلب منى واسطة لنقله مكان اخر نظرا الى اومر عليا اخلت
سبيلى وقد قال لى امين الشرطة هذا لم يحدث على الاطلاق من قبل وانت لك ظهر كبير
وقوى رجاء خدمتى بنقلى فوعدته وخرجت مع اخوتى واللواء عصام صديق اخى وذهبنا الى
دهب فوجدنا ربان ولاء والذى زارنى فى السجن وايضا ارسل قائد النقطة العسكرية
بالقوات البحرية لزيارتى بالسجن ايضا للتخفيف على
وصلنا الفندق وسلمنا على الفندق وادارته
والربان ولاء حافظ كان يتدرب لحضور حدث عالمى للمكوث ثلاث ايام تحت الماء وذهبت
الى غرفتى بالفندق فوجدت شكلى مرعب فى مراءة الحمام ذقن طويلة واشتعل الشيب بها
فحلقتها ودوش ونظافة وتغير ملابس وسفر عودة لاطمئن امى ولكن فى المواقف الصعبة
يظهر العدو من الحبيب والقريب فعلمت من محنتى فرز الاصدقاء وعكسهم والشامتين
والمنافقين والمضحين من اجلى وهكذا الدنيا مستمرين فيها الى ان يشاء الله بانتهاء
الاجل والحمد لله على خبرات فى الحياة تساوى الكثير ولربما تقربنا الى الله عز وجل
بالدعاء فدعوة المسجون كبيرة ولها قيمة كما عرفت وقارنت مشكلتى ومشاكل الاخرين
بالسجن فحمدت الله كثيرا
بقلم – حسن فؤاد حسن الطيب
Tel 01113132156
تعليقات
إرسال تعليق