احدى قصص واقعية للكاتب حسن فؤاد الطيب


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
العبد لله - حسن فؤاد حسن الطيب اقص عليكم جزء من احداث حصلت بالفعل من حياتى تبدء من 1991
تعرفت فى الماضى وبالتحديد عام 1987على احد الاصدقاء فى مدينة الغردقة وهو رجل اعمال اسكندرانى لديه واسرته سفن خدمات بالموانى وحيث انى كنت احد المسؤلين عن تامين البحر بالميناء البحرى الوحيد انذاك تعرفنا على بعض واصبحنا اصدقاء وتفرقن بتركى الغردقة وتواصلنا بالاسكندرية فاصبحت صديق لعائلته اقصد اخوتهو الكبار والصغار نعود فى عام 1992 ذهبنا معا الى مدينة شرم الشيخ حيث كان له شريك ايطالى لديه مراكز للغوص بالغردقة وشرم الشيخ يسمى ادريانوا وقد كنت تعرفت عليه ايضا فى عام 1987 حينما كنت بالغردقة انذاك ولكن صديقى المصرى كان يعانى من حالة نفسية رغم طيبة قلبه وخفة ظله وقفشاته وكانت الحالة التى يعانى منها عدم رضاه بموقع ميلاده وسكن اسرته التى نشات بالاسكندرية بحوارى شعبية بمنطقة بحرى تسمى وكالة الليمون بجوار حارة اليهود وكانت بجوار ميناء الاسكندرية الغربى نظرا لعمل اسرته فى خدمات السفن العملاقة ولكن رفضه الدائم بالحياة البسيطة وكان يحلم ان يكون ولد فى اسرة اورستقراطية لها وضع خاص حيث كان يعانى من انه ارقى من اناس كثيرين وقد كنت يوما مع اخويه الكبار بمقر شركتهم بنفس المنطقة البسيطة وكنت دائم الزيارات لهم وسمعت اخوه يحاول ان يقنعه ان الكاتب المصرى العظيم الاستاذ نجيب محفوظ حصل على جائزة نوبل للادب من خلال فلمه عن اهل الحارة والبساطة والواقع وكنا نشجعه ولكن دون جدوى جاء معاد السفر معا الى شرم الشيخ وسافرنا ونزلت فى الفندق الذى يقطن فيه شريكه الاجنبى وحضرت نقاش دار بينهم الا ان صديقى اخذ عقد الاتفاق بينه وبين الاجنبى وقطعه والقى به على الارض رافضا الشراكة وقد كنت اعمل مدير لمركز غوص الايطالى لمدة شهر وحضر افواج من يهود اسرائيل وبالفعل كانوا يدفعوا اموال نظير توفير لهم رحلات الغوص وايجار المعدات واتذكر ان الثقة كانت مفقودة بينهم وبيننا حيث كان معدات الغوص جديدة جدا واول استخدام لها للمجموعة الاسرائلين وخرجم للغوص جميعا وعادوا سعداء الا واحد منهم كان يغوص وجاكت الحياة ليست بالقدر الامن حيث كان به ثقب يسرب الهواء فلم يستمتع بالغوص مع المجموعة وجاء لى وقال لى انت عاوز تقتلنى تحت الماء بالمعدات الغير امنة ؟ فرددت عليه هل انت غبى ام مجنون ان تفكر فى ذلك انا ارغب فى الحفاظ عليكم جميعا وان تكونوا سعداء لكى تعودوا انتم واصدقائكم واسركم فانا الرابح حين تكونوا بخيرا وسعادة فهذا مبدا السياحة فى كل الدنيا لاتهتم بعرق او لغة او لون او دين المهم اقنعته وعاد من حيث اتى واستمريت فى العمل الا ان مالك مركز الغوص اتى بمدير ايطالى واعتبر انا خارج الخدمة فقطع صديقى المصرى تذكرتين سفر بالسفين سبرنج تورز انذاك من شرم الشيخ للغردقة واثناء الابحار كان صديقى ينفخ ويتذمر فسالته ما بيك ؟ قال انى احمل همك فى فقدانك العمل بشرم الشيخ ولربما لاتجد عمل او رزق بالغردقة فرددت عليه فى منتهى الثقة بان الرزق بيد الله وانى انا لا احمل هم نفسى ومتوكل على الله حق توكله فلماذا اذا انت تحمل همى وكل شىء بيد الله وكنت مطمئن القلب ليس ادرى من اين جاء الاطمئنان ولكن هذا ما حدث بالفعل وصنا ميناء الغردقة البحرى واخذنا تكسى الى فندق البرنسيسة انذاك لمركز غوص الايطالى صديقنا صاحب المركز السياحى للغوص وقبل ان اقول له السلام عليكم رد على انه محتاجنى فى العمل منذ امس وليس الان فاتفقنا وتم اتصاله بالفندق وحجز لى غرفه فندقية فى الفندق الخمس او اربع نجوم ومزود بافطار وعشاء دائم فقلت سبحان الله هكذا كان القلب مطمئن منذ امس – وتذكرت وعد الله حين قال فى محكم كتابه العظيم وما من دابة فى الارض الا على الله رزقها – فلماذا كون قلق بشىء مفروغ منه ؟
ولله الحمد كان الراتب كبير جدا وكمان لم يمس لان اقامة بالفندق وشامل الوجبات وحيث ان لى فكر متطور استاذت صاحب العمل بانى ارغب فى طباعة تى شيرت ومزود بشعارالشركة للسياحة وربحت الكثير ايضا وكذلك طبعت لوج بوك لتسجيل ساعات الغوص للسياح فربحت الكثير ايضا وجاء اليوم الذى ارغب فيه ان انهى عملى كموظف وارغب فى الجديد فقلت لصاحب العمل انى ارغب فى ترك العمل بعد عام سعادة وخبرة وحب يزيد من اصحاب العمل لى وانا لهم وانى اعلم جيدا ان حين تلقى بخبر ليس مفرح للمدخنين فى الحال يخرج بسيجارة لينفس غضبه فيها وهذا ما حدث بالفعل حين قلت له ارغب فى المغادرة اخرج علبة السجاير ودخن وقال لى لكن كلنا احببناك  هل اى حد زعلك او مستاء من شىء قلت لا لا لا انا ارغب فى الاستقلال واكون صاحب عمل مثلك وحيث وحيث انه اجنبى محترم لم يتكبر على فتفهم الامر فنصحنى بنصيحة حق وقال لى لربما انا بدائت اصغر منك من زمان لكن مازلت عندك فرصة اشترى خمسة معدات وابدء فى فندق صغير وشوية شوية تكبر ولكن اتغير الوضع وقد كان لى عدة لقاءات مع نساء اجنبيات منهن من احبتنى ومنهن من احببتها وكانت دكتورة سويسرية تغوص معى وتحدثنا معا بمنتهى الصدق والامانة وثردت لى قصة حياتها قبل انا اغادر العمل بان امها كانت فى سياحة بلندن وتعرفت على شاب مصرى انذاك ونتج عن اللقاء حمل فرغبت ان تسجله باسمه الا انه رفض وابى الشاب المصرى بلندن وعادت سويسرا الام ووضعت الطفلة واهتمت بها الى ان صارت طبيبة وحين تعرفت على لم اكن الانسان او الشاب الذى فعل بامها فى الماضى فكنت محترم حتى كانت تحضر امام غرفتى لكى تنتظر من المساء حتى الصباح رافضا انا ان تدخل غرفتى او ان استضيفها منعا للقيل والقال واقسم انها كانت تسهر على مقعد من المساء حتى الصباح تنتظر ان اصحى لكى ترانى ونذهب لمطعم الفندق للافطار ونذهب لمركز الغوص على البحر لنخرج بالمجموعات للغوص ولكنى ملتزم بالعمل فقط ولا وقت للمرح او التسكع وكانت جميلات ايطاليا تطلب من صاحب العمل علاقة بى او التوسط لى ولكن دون جدوى كنت محترم العمل وبعيد عن اللعب فنجحت فى كسب احترام الجميع وكل من حولى وايضا المال
وسافرت السويسرية دون جدوى وبعد ان تركت العمل وذهبت الاسكندرية لزيارة اهلى كان لدى شقتى بمنطقة ميامى عبد الناصر فذهب شقتى فوجدت تليفون من والدتى تقول لى ان مكالمة هاتفية جاءت من سويسرا شركة سياحة وصاحب الشركة يدعى فؤاد يقول ان امراءة سويسرية جن جنونها بحثا عنك فى كل مكان وترغب فى لقائك ودفعت تامين وتذكرة سفر طيران ذهاب واياب ودعوة للسفر لسويسرا هل ممكن يا ابنى ان اعطى لهم رقمك الخاص فقلت لها تمام وبالفعل خمس دقائق او يقل تلقيت مكالمة هاتفية من الرجل اولا وقص لى نفس ما قص على امى فقلت له تمام اعطى لها هاتفى فاتصلت بى وحين سمعت صوتى ارتاحت بتنهيدة طويلة كما لو كانت تبحث عن كنز ثمين او شىء غالى وارتاحت بعد ان سمعت صوتى وكنت فى بيتى بدون عمل الى ان افكر الا انها علمت انى اجازة وقالت لى اذهب الى مكتب مصر للطيران جليم اقرب الى شقتى واحصل على تذكرة سفر الى سويسرا وبعد ان تطبع التذكرة المدفوعة الاجر منها اذهب الى السفارة السويسرية فى القاهرة للحصول على تاشيرة دخول وبالفعل ذهبت واستقبلتنى بكل سعادة واخذا نصول ونجول فى كل ارجاء سويسرا ومطاعمها الفاخرة وجمال الجليد فى اعلى قمم الجبال واجمل المساحات الخضراء فى مناطق تحت الجبال وكانت مثل الحلم الجميل وقلت لها لربما اذهب الى اوربا للعمل فكان الرفض تماما اين تذهب وتعمل فى اوروبا وانت ذو شان واحترام ببلدك وكل الدنيا تاتى لك وكيف ترغب فى العمل فى ايطاليا وهم ياتوا للعمل فى سويسرا كخدم لنا ارجع وعود بلدك افضل وحيث ان الشباب لا يعى ما ينصح به ولا يقدر قيمة النصيحة فذهبت مصر وتجهزت للسفر وسافرت بالفعل الى اسبانيا ونزلت فى شقة مصرين اغراب عنى اصدقاء لمصرى غادرهم لسكن عائلى لهم ولكن اكرمونى وحيث انى لا ارغب فى ان اكون ثقيل على اى حد خرجت الى فندق قريب ونزلت عدة ايام اخرج فى برشلونة لمشاهدة الشوارع الجميلة والمبانى التحفة فى فنون العمارة والتمشية فى شارع الرملة محلات وكافيهات وجمال المبانى ولون التكسى نفس لون تكسى الاسكندرية فذهبت اتمشى فى شواطىء البحر الرائعة وتمثال مكتشف الامريكتين كرستوفر كلومبس وكنت استمتع بالجلوس والبحر امامى والسياح منتشرة فى كل مكان ووجدت شاب عربى يسرق شنطة سائحة اجنبية كانت تجلس بجوارى ولكن من الظهر بالظهر نظرا للمقاعد الثونائية وهى لم ترى السارق ولكنى رايته فجريب خلفه بسرعة الا انه خاف من خطواتى الاسرع فالقى بالشنطة او الحقيبةوالتى دائما يكون بها نقود وجواز السفر وكارت الماستر او الفيزة فالقها وجاءت هى بنفسها واخذت حقيبتها ووجهت لى الشكر وتمشيت عائدا الى شارع الرملة ودخلت كافيه فوجدت مجموعة شباب عرب ففرحت وسالت من اين انتم فعرفت انهم من بلاد المغرب العربى تونس والجزائر والمغرب وغالبا الجزائر والمغرب اكثر وسالتهم فى اى عمل تعملوا فقالوا نحن حرامية فضحكت قلت لربما يمزحوا فاقسموا لى انهم بائعى مخدرات وممنوعات وحرامية فقالوا لى لا تتعجب نحن الجيل الذى حتما يحصل على حقه بالانتقام من الاوربيون فتعجبت ونصحونى بان اذهب الى البحث عن عمل يكون فى بلاد اصغر من هنا المدن الكبيرة بها مشاكل كبيرة وئهبت الى المركز الاسلامى وتعرفت على شاب مغربى اسمه احمد كثير الايمان ينصح بما يرضى الله  وعرف انى من مصر المهم دخلنا المسجد وصليت وبعدها خرجنا معا واثناء المشى اخرج من جيبه مبلغ من المال واعطانى دون ان اسال او اتكلم او احتاج ولكنه اصر على انى لربما احتاجه بعدين فتركت لى اثر عظيم بشعب المغرب والسفير احمد المغربى الذى كان الايمان يشع من وجنتيه فى بلاد الافرنج وهذا نوع اخر يتقى الله ولا يفعل الحرام فيدعونى للمسجد للصلاة وان اتقرب الى الله والاخرين يعملوا مع الشيطان بحجة انهم ينتقموا من بلاد الغرب المهم تركت برشلونة وذهبت بقطار دولى يذهب الى فرنسا وايطاليا وهذا  التاريخ قبل الشنجين فوجدت الليل بدء والامطار تنهمر وانظر من الشباك فيصعب ان انزل محطة لم ارى فيها انسان ولو حصل لربما اهلك واحمل شنطة سفر كبيرة فاكملت حتى وجدت فرنسا ولكنى غير مرتاح لفرنسا فاستمريت فى القطار حتى مر من فرنسا وذهب الى ايطاليا وجاء لى شاب مغربى ونصحنى نصيحة لربما تكون غير محلها حين علم بانى لم يكن معى تاشيرة دخول فقال لى يجب ان تدخل حمام القطار ولما الشرطة تيجى يتكلم معاك فقط قول سى سى سى سى وفعلا جاء رجال الشرطة ولكن قال لى جواز السفر ومفيش تاشيرة نزلت بحقائبى ورحت معه مكتب الشرطة وقال لى لماذا لم تحصل على تاشيرة فقلت له معى عدة تاشيرات لبلاد مجاورة لكم المهم حدث نقاش طويل بالايطالية بينهم وبين بعضهم فوجدت اناس بدون جواز سفر او اى اوراق معى يسمح لهم بالدخول الى ايطاليا وانا لا فسالت الضباط هل من المنطق مجهول الهوية يدخل وانا معروف ولدى تاشيرات لاوربا ولم يسمح لى بالدخول باى حق فهل ممكن تسمحوا لى ان اذهب خمس دقائق لكى اخفى جواز السفر واعود لكم مجهول الهوية لكى تتركونى فضحكوا وقالوا لبعضهم البعض نحن ندخل كل الجنسيات واشمعنى المصرى فاتفقا كلهم معا على ان يعيدوا لى جواز  السفر ويامروا جندى ان اذهب بنفس التذكرة ولم اغرم مليم وذهبت بالفعل واخذت مقعد الى ميلانوا ولكنى وجدت نفسى اجهش بالبكاء على ان ضباط ايطاليا تساعد الغريب او المغترب وكان كرم منهم تركى ووصلت ميلانوا واخذت تكسى وذهبت الى عنوان اخو صديق لى من الاسكندرية وقلت لسائق التكسى انتظر ثوانى لان الحقائب معى ولم ادرى ان وجدت صديقى ام لا ووجدت العنوان عمارة ومزود بها على الباب المغلق اجراس بعدد الشقق وكل شقة بها اسم مالكها وحيث اننا مصرين نرغب فى الغاء الهوية بتعتنا بالخارج نظرا لعدة اسباب منها الامن او عدم السماح لاى احد يعرف عنوانك المهم عودت الى التكسى وقلت له عنوان اخر وفعلا ذهبت الى اخوه الصغير فاكرمنى ورحب بى ومكثت شهر فى ضيافته وواثناء الشهر اخذت اجول واصول باحثا عن عمل ولم اتمكن من العمل واخذت عنوان صديق لى وركبت تكسى واعطيت له العنوان فنصحنى اوفر لى ان اذهب بالاتوبيس لان المسافة تبلغ 200 دولار امريكى فى الوقت نفسة بالاتوبيس فقط 10 دولارات وبالفعل اوصلنى الى محطة اتوبيس وذهبت الى اعلى جبال بايطاليا ونزلت كافيه فى مكان ليس به سكان والجليد يكسوه من كل ناحية رغم ان الشمس مشرقة وشربت كافيه وخرجت اتمشى فوجد بالصدفة البحته صديقى مش معقول بالحضن فرح وفرحت اكثر وقال لى انتظر هنا لكى ارسل بالبنك لاهلى فلوس انتظرت طويلا وشكيت انه خرج من باب اخر وهرب منى ولكن بعد مدة طويل عاد لى واخذنى مكان سكنه وكانت شقة جميلة متواضعة ومزود بها اسرة مزدوجة ولكن الشكل العام ادامية وشاهدت عمل صديقى عند ايطالى مسؤال عن نظافة فيلات المسؤلين الاغنياء فى فترة الاجازات فقط يطلعوا الجبال لاستخدامها وغير ذلك مهجورة  فحين يمر الزمن عليها يجب ان تنظف وتبيض وصيانة فشاهدت صديقى يعمل اكثر من عمل يعنى يغلق وجهه ويسنفر الاخشاب بالسنفرة والتى ترش على وجهه الاتربة والبويات ويكون ليس وجهه فقط بل كل ثيابه متسخة وايضا وجدته يشق وسط الجليل من ارتفاع واحد متر جليد ثلوج حتى يصل الى الارض الاسفلتية لكى يشق مجرى للصرف الصحى وهو وسط الجليد يقف بالات يفحت فى شقاء وعناء لانظير له وشاهدته هو وصاحب العمل فرحب صاحب العمل بى فوجدت صديقى يخشى على ان يخسر عمله بوجودى قراءت فى عينية خوفه وحرصه على عمله منى ان يفضلنى صاحب العمل عنه ولكنى اشفقت عليه فى الاول وزاد اشفاقى عليه اكثر فاكثر بانه خاف ليخسر عمله وفى اثناء الراحة فى الشقة التى هو بها قلت له انت تعمل سخرة يعنى عبد عند سيده ومكانك وعملك غير ادامى فقال لى يا حسن تعالى سوف اذهب انت وانا مكان وبالفعل اخذنى فى ضواحى ميلانوا وطلعنا عدت مبانى ليرينى اين الناس تنام وبالفعل شاهدت مالايحمد عقباه غرف اعلا المبانى بها اسرة تزيد على عشرون سرير متسخ واغطية متسخة جدا ينام عليها ضعف العدد من كل البلاد العربية اكثرهم من بلاد المغرب العربى وافارقة ومصرين قله فاظهر لى الفارق بين شقته وحياة هؤلاء فكان الفارق كبير جدا جدا وذهبت الى ناس من طرفه فقط ثلاث افراد فى اعلى البيت ونمت انا على الارض عنهم لمدة ثلاث ايام اخرج معهم لاشاهد اعمالهم فوجدت انهم يقوموا قبل الفجر ليذهبوا الى مخازن الخضار لينشر الخضار فى السوق والساعة الثانية عشر ظهرا يعودا بما تبقى من الخضروات والفاكهة للمخازن اذا لم تباع وهذا يوميا فكنت انزل مع الناس اقف واسال الشباب والعواجيز فوجدت منهم من قضى 8 سنوات ومنهم من قضى 15 سنة  ومنهم من قضى 20 سنة ومازالوا   فى سوق الخضار والفاكهة تمر سنوات عمرهم ومازالوا يعملوا العمل البسيط ومرت ثلاث ايام مع الشيالين وانت وسطهم وياتى اصحاب العمل وياخذوا الناس يوميا ويتركونى انا رغم جاهز نفسيا لكى احمل الخضار والفاكه ولكن دون جدوى وسالت لماذا الناس تحصل على عمل شيال خضار وانا لا يقولوا لى انت شكلك صاحب السوق مش شيال لازم تلبس ملابس غير نظيفة وشكلك يتوافق مع شيال ولكن بعد ان نفذت نقودى اتصلت بصديقتى الدكتورة السويسرية فجاءت لى على الفور وجاءت بشيكولات من سويسرة وكاش مانى نقود لكى احجز تذكرة عودة لمصر وبالفعل حجزت وعدت بعد رحلة 30 يوم شاهدت العجب وتعلمت الكثير ولم انسى اتصالى بوالدى رحمة الله عليه ابلغة بانى فشلت فى الحصول على عمل يقول لى ولا يهمك تعالى ارجع يعنى احنا مش حنعرف نصرف عليك خير ربنا كتير ومتقلقش ارجع ونفس كلام السويسرية قالت لى انت ذو شان محترم وايضا سجلت لى مع شركة المانية للغوص وظيفة واتصلت بهم وفعلا قالوا لى مكانك محفوظ تشرف قلت لهم انا فى اسبانيا وسوف امكث 30 يوم قالوا براتك عملك محفوظ ورجعت بعد ثلاثين يوم تجوال وتجربة عملية وفى الطائرة وصلت مطار القاهرة وبعد ان فتحت ابواب الطائرة وانا على السلم لفحة هواء دافئة تقول لى تعالى فى حضن امك بلدك مصر اقسم بالله هذا ماحدث رغم انى كنت قاصى على امى مصر وقلت انا سوف اغادر بلا عودة مدى الحياة ولكن المثل الشعبى لكل ام يكون ابنها عاق احيانا قلبى على ابنى انفطر وابنى قلبه حجر المهم وصلت وجاء رجل الجمارك يسال هل قلت له ملابس متسخة منذ 30 يوم كنت ببحث عن عمل وفشلت وجدت فى وجهه الرحمة والانسانية قال تفضل حمدالله على السلامة وخرجت للذهاب للغردقة واستلمت العمل بعد ان تعلمت ان من اقابله كصاحب عمل الحديث
‏ اطلبوا الحاجاتَ بعزةِ الأنفُس، فإنَّ قضاءَها بيدِ الله "علي بن أبي طالب" صح ده ؟
وبالفعل استلمت العمل وبالراتب الذى حددته انا واصبحت مدير مركز غوص كبير وحصلت على غرفة فندقية لفندق خمس نجوم لمدة عام بين الغردقة تارة وتنقل الى سفاجا تارة اخرى وحققت نجاحات كتيرة ساعدتنى فى بناء مشروعى حصلت فى الغردقة على عدة صدقات مختلفة من جنسيات مختلفة اكثرها تميزا الالمان فتعرفت على رجل وابنه الشاب الصغير وقال لى الوالد ارغب فى ان يتعلم ابنى هواية وبالفعل خرجنا رحلة بحرية للغوص وعلمتهم الاتنين الاب والابن فحبوا الغوص واصبحوا لى اصدقاء ووعدنى الاب بالعودة مع الاسرة مستقبلا ونسيت الحوار وانتقلت لنفس الشركة كمدير لفرع سفاجة بنفس المميزات وادرت مركز غوص يسمى جنة سفاجا تابع لنفس الشركة الالمانية يو تى اس انذاك وحققت لهم ارباح كثيرة بعملى وحبى واخلاصى لعملى حيث كان السائح ياتى من المانية مسدد القيمة بالكامل هناك بالمانية وياتى بشهادة فوتشر يثبت انه مسدد الرسوم ويجب ان نقوم بالخدمة له من رحلات او تدريب دون اى نقود اضافية ولكنى كنت اخرج يوميا على الشاطىء لتسويق الغوص لمن يرغب فكنت اعمل نقود تفوق الخيال للشركة وعاد يوما ما شريك الالمانى وكان المانى من اصول رومانية وفتح الخزنة فوجدها ممتلئة بالفلوس والعملات فقال من اين كل هذا فقلت له من عملى على الشاطى لتسويق الغوص وتعليم الغوص للراغبين فبدلا من ان يشكرنى فوجدته يقول لى انت خطر تواجدك هنا فكان على ان اغادر العمل فى اكبر ضربة لى تقسم وسطى فى الوقت الذى اغادر فيه العمل والاقامة فى الفنادق لكى ابحث عن اقامة وعمل لكى اصرف على اقامتى وكنت حزين حزن كبير لهذا المنطق بدلا ان يحافظوا على تم فقدى لعملى
ولكن الله موجود وذهبت عائد من سفاجة الى الغردقة باحث عن سكن فسالت فى منطقة الدهار بالغردقة وكانت مشهورة باماكن عدة سكن فندقى لعمارة كل غرفها تستاجر بالغرفة الفردى او مشتركة فذهبت الى احد العمارات وسالت كم ايجار الغرفة باليوم فقال لى غرفة لوحدك بخمة جنيه مشترك مع اى احد بثلاث جنيهات وطبعا حصلت على غرفة تعادل 150 جنيه شهريا بواقع خمس جنيهات يوميا واخذت اعمل مدرب غوص حر يعنى من يطلبنى اذهب لادارة العمل واحصل على قيمة العمل فورى فاصبحت مدرب غوص لكل مراكز الغوص خارج الفنادق وكانت تعمل دورات كثيرة وجنسيات من كل الدنيا وذات يوم تلقيت مكالمة من تورليدر مصرى رحمة الله عليه كان مثال للامانة يدعى سرور شبانة فابلغنى ان المان تسال عليك ومحتاجين يتقالوا معاك ضرورى وبالفعل قابلتهم وتحاكينا وتواعدنا للشراكة لعمل مركز غوص وسفينة معا وبالفعل ووضعنا النقط على الحروف وبدئنا نفتح مركز غوص يسمى فى اى بى واستاجرت شقة وفيلا وتعاقدت على شراء معدات الغوص وكانت مراكز الغوص لاتتبع وزارة السياحة فكنت كلما اذهب للحصول على ترخيص وزارة السياحة يكون الرد اعمل كافتيريا مزود بها مركز غوص وليس لنا خبرة ما تعنى غوص وكان المدير المسؤل انذاك يطلع على كرسى ليحصل على كتاب الوزارة ليشاهد بند يختص بالغوص فيخرج بكتاب عليه اتربة منذ الخمسينات وينظفه بالضرب عليه ليمتلىء المكتب كله اتربة ويفتح الصفحة الاولى ليجد صورة جمال عبد الناصر ويقول لى لايوجد غوص بوزارة السياحة واذهب واعمل واخرج رحلات لمدة خمسة عشر عام حتى ظهرت فيها الاعتراف بمهنة وحرفة وخدمة الغوص كنشاط سياحى من الدرجة الاولى يجلب 80% من سياحة مصر للسياحة الشاطئية
وللحديث بقية
بقلم حسن فؤاد الطيب
تليفون 00201113132156
Vipdiving.eltayeb@gmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فيزياء الغوص بقلم حسن فؤاد الطيب خبير الغوص العالمى